السلطان الذي لم يقض فرضاً طيلة حياته
يعد جامع (يزيد) من أكبر وأفخم وأجمل الجوامع
الموجودة في اسطنبول
باني هذا الجامع هو
السلطان بايزيد الثاني
ابن السلطان
محمد الفاتح
وهو والد السلطان (سليم الأول) الملقب بـ الرهيب
وهو جد السلطان سليمان القانوني
كان هذا السلطان تقياً ورعاً
عندما أكمل بناء جامع بايزيد وتم فرشه
جاء يوم افتتاحه بالصلاة فيه
ولكن من سيقوم بإمامة المصلين في هذه الصلاة ؟
عندما اصطفت الصفوف وقف إمام الجامع
وتوجه إلى المصلين قائلاً لهم
ليتقدم للإمامة من لم يضطر طوال حياته لقضاء صلاة فرض
أي
من صلى الصلوات الفرض في أوقاتها طوال حياته
شاهد المصلون السلطان بايزيد الثاني
وهو يتقدم للإمامة بكل هدوء
ثم يكبر لصلاة الجماعة بكل خشوع
كان السلطان هو الشخص الوحيد من بين الحاضرين
الذي لم تفته أي صلاة من صلوات الفرض
وكان يلقب بالسلطان الصالح
كان من عادة السلطان بايزيد الثاني
أن يجمع في قارورة ما علق بثيابه من غبار
وهو راجع من أية غزوة من غزوات جهاده في سبيل الله
وفي إحدى المرات
عندما كان السلطان يقوم بجمع هذا الغبار
من على ملابسه لوضعه في القارورة
سألته زوجته
لمَ تفعل هذا مولاي؟
وما فائدة هذا الغبار الذي تجمعه في هذه القارورة ؟
فأجاب
إنني سأوصي بوضع هذا الغبار تحت رأسي في قبري عند وفاتي
ألآ تعلمين ؟
أن الله سيصون من النار يوم القيامة
جسد من جاهد في سبيله ؟
ونفذت فعلاً وصيته
عندما توفي سنة 1512م