أمر محزن ما تعرض له قائد المنتخب السعودي السابق الدولي ياسر القحطاني هذا الموسم من حملات تشويهية له ولتاريخه ومستواه الفني الكبير الذي لا يختلف عليه اثنان أو ثلاثة أو ربما ملايين البشر في وسطنا الرياضي!
ياسر القحطاني سجل مستواه الفني هذا الموسم تراجعاً مخيفاً خصوصاً بعد تعرضه للشائعة المشهورة التي وجد نفسه يعيش فواصلها التي لن تنتهي وستظل تلاحقه طالما أنه مهاجم في الخارطة الهلالية فما عاناه ياسر لا يستطيع أي لاعب في العالم أن يتحمل ما تحملة (القناص) مهما بلغت قدرة تحمله فياسر وغيره من النجوم العالم في نهاية الأمر بشر يتأثرون بما يدور حولهم.
القحطاني ياسر أخطأ خطاءً فادحاً حينما قرر العودة للمستطيل الأخضر بعد نهاية فصول ما حدث له فبالنسبة له كانت تلك الشائعة نهاية لمسيرته الرياضية هذا الموسم سواء مع ناديه الهلال أو المنتخب السعودي فإصراره على مواصلة الركض على المستطيل الأخضر كانت السكين التي ذبحته من الوريد للوريد فيما يتعلق بمستواه، فلو كنت مكان ياسر لاعتذرت عن تكملة المشوار هذا الموسم ولاكتفيت بما قدمته، وكان على الإدارة الهلالية أو إدارة المنتخب كذلك منحه فتره راحة طويلة المدى حتى بداية الموسم الرياضي الجديد وعدم الزج باللاعب في معمعة الأحداث والتعليقات والسخرية منه في كل مباراة يشارك بها سواء مع الهلال أو مع الأخضر ومن شاهد ما حدث له فور استبداله في مباراة كوريا الشمالية يدرك بأن اللاعب يتعرض لحملة شرسة منظمة الهدف منها طمس تاريخه الرياضي الحافل ومستواه من الوجود والتشفي به جزاء له على ما فعله بالخصوم وتمزيقه لشباكهم بأهداف لا تنسى.
إذن ياسر في مشكلة حقيقية يجب على الهلاليين أولاً العمل على إخراجه منها حتى لا نخسر نجماً بحجم ياسر القحطاني وإن كان المنتخب السعودي هو الخاسر الأكبر.
فهناك وقت كاف لياسر حتى يعود ياسر الذي نعرفه فكل نجم في العالم سيشهد مستواه هبوطاً مفاجئاً لكنه يعود أفضل مما كان والشواهد على ذلك كثيرة كالثلاثي البرازيلي إدريانو ورنالدينهو ورونالدو.
ما على ياسر فعله هو إمعان التفكير بما حدث له وإعادة حساباته من جديد قبل بدء الموسم الرياضي المقبل وأن يدرك بأن كل ما حدث له هو اختبار حقيقي له يقيس مدى قدرته على تخطي الصعاب، وهذه مسؤولية ليست مسؤولية ياسر وحدة بل يجب على كل من يهمه أمر (القناص) أن يشاركه ذلك وأن يقف بجانبه سواء من الإدارة الهلالية أو من المقربين جداً منه كما أن المدرب الهلالي الجديد جريتس الذي عرف عنه أنه يجيد التعامل مع اللاعبين وخصوصاً النجوم منهم حينما تتعرض مستوياتهم للهبوط أو يحدث لهم ما حدث للقحطاني يجب أن يشارك كذلك في عودة ياسر نجماً تهابه كل الخصوم.
** من وجهة نظري أن الاستعانة بالأخصائيين النفسيين في أنديتنا أمر لا مفر منه بل إنه من الضروريات فاللاعب إنسان وليس آلة فهو معرض للوقوع في أزمات نفسية قد تؤثر على مستواه الفني، وقد ثبت نجاح هذه التجربة في عدد من الأندية العالية فلماذا لا نطبقها نحن طالما أنه يوجد من الكفاءات السعودية من أبدع في هذا المجال؟
ويخطئ من يعتقد أن إخضاع اللاعبين للأخصائيين النفسيين يعد تشكيكاً في قدراتهم العقلية فجسم الإنسان يعتل في فترة من الفترات ويحتاج للعلاج كذلك النواحي النفسية للاعب قد تتعرض للاعتلال هي الأخرى لذلك لابد من التدخل لعلاجها. إنها ثقافة يجب أن تجد لها طريقاً في ملاعبنا السعودية بل تجد الدعم الكافي لنراها مطبقة بشكل كامل فالأندية تتعاقد مع جهاز فني يضم جهازاً طبياً وبدنياً فلماذا لا يكون الأخصائي النفسي من ضمن الطاقم حتى تكتمل منظومة النجاح.
أإخــــوكــ،ــم أإلــ،ـمجــ،ـرم أإجـ،ـ/ــرإأم :